مؤشـــــــــرات رئيســــة لتطــور التجـــــــــــارة الزراعيــــــــــة البينيـــــــــة العـربيــــة

تعتبر التجارة الخارجية محورا هاما في التنمية الاقتصادية، وتلعب دوراً رئيساً في الاقتصاد العالمي، ومن أهم تداعياتها في هذا الشأن هو تنمية الصادرات وفي هذا الإطار قامت الدراسة بتقدير وتحليل بعض المؤشرات الرئيسية لتطور أداء التجارة الخارجية الزراعية العربية خلال العقدين الماضيين، واعتمدت الدراسة على البيانات المنشورة من الهيئات الإقليمية والدولية المعنية، وبلغت الصادرات الزراعية البينية العربية حوالي 106.9، 96.1 مليار دولار في عامي 2015، 2016 على الترتيب بنسبه 12.5% ،12.1% من إجمالي الصادرات العربية على التوالي، ووفقا لتقديرات الدراسة لم تغط الصادرات الزراعية العربية سوى 22.6% ،24 % من واردتها خلال عامي 2015 و2016 علي الترتيب وأتت مصر في المرتبة الأولي عند ترتيب الدول العربية تنازليا طبقا لنسبه صادراتها من إجمالي الصادرات الزراعية العربية البينية، حيث بلغت مساهمتها حوالي16%، تليها سوريا والسعودية بنسبة 13% لکل منهما، وفي شأن تطور تغطية الصادرات الزراعية البينية للواردات الزراعية البينية العربية فقد حققت جملة الصادرات الزراعية البينية زيادة کبيرة عن الواردات الزراعية في الدول العربية بنسبة بلغت حوالي 123% في عام 2011، ثم انخفضت نسبة التغطية إلى حوالي 68% في عام 2012، واستمرت في التدهور حتى عام 2016، وحافظت السودان بالکاد على تغطية صادرتها الزراعية البينية العربية لوارداتها من الدول العربية، حيث بلغت نسبة تغطية الصادرات للواردات السودانية، حوالي 102% في عام 2016.وهذا يدل على عجز الإنتاج المحلى العربي عن توفير فائض کاف للتصدير من السلع الزراعية بمواصفات قادرة على اختراق الأسواق بأسعار وجودة تنافسية، وهذا يعکس الفجوة التکنولوجية من حيث الکم والکيف بين الزراعة العربية والعالمية، تقدير "دليل هرشمان"، لأهم المجموعات السلعية الزراعية الرئيسية يبين بصفة عامة أن الصادرات العربية البينية تميل إلى التنوع وليس الترکز، حيث أن أهم مجموعة سلعية في سلة الصادرات موضوع الدراسة وهي الألبان  قدّرت قيمة  دليل هيرشمان لها بحوالي 0.37، تليها الخضر بقيمة 0.26، ثم الفاکهة بقيمه 0.25، ثم الحيوانات الحيه بقيمة 0.22، ثلاث من المجموعات الأربع هي سلع سريعة التلف (الألبان، الخضر، والفاکهة) يتطلب رفع کفاءتها التسويقية قيام شبکة مراحل التجهيز والتخزين والتعبئة والنقل المتقدمة بما يتوافق مع استراتيجية التنوع الکمي والکيفي للصادرات، ويمکن رفع القيمة المضافة لتجارة الحيوانات الحية بقيام صناعة حديثة لتجهيز اللحوم وتجهيز المنتجات الثانوية خاصة الجلود والأسقاط القابلة للأکل
 ولإبراز أهم الأسواق العربية المصدرة لهذه المجموعات السلعية الأربع الأولى للأقطار العربية، أوضح تقدير  الترکز الجغرافي للفترة (2012-2016) أن أهم الدول المصدرة لمجموعه الألبان هي السعودية بنسبة 33%، تليها مصر بنسبه 13%، ولکن ارتفاع مساهمة السعودية في صادرات الألبان راجع لتکثيف الاستثمار قي نشاط أهدر الموارد المائية المحدودة وأدى لنمو إنتاج اللبن ومنتجاته بحوالي 7.7% سنويا، مقابل نمو الطلب الفعال بحوال 5% سنويا، مع ارتفاع تکاليف الإنتاج واستنزاف 500 طن مياه عذبة لإنتاج وتجهيز 1طن لبن رغم ندرة المياه العذبة وارتفاع تکاليفها الاجتماعية، وبلغت أسعار منتجات الألبان المستوردة 50% من نظيرتها المنتجة محليا، مع غياب الميزة النسبية للسعودية في القطاع الزراعي، وتمثل السودان أهم الدول العربية المصدّرة للحيوانات الحية بنسبه 21% من جملة الصادرات العربية البينية لهذه المجموعة السلعية، وتترکز صادراتها إلى السعودية کأضاحي في موسم الحج، وأهم الدول المصدرة لمجموعه الفاکهة هي مصر بنسبه 26%، تليها سوريا بنسبه 15%، فالأردن بنسبه 12%، وتبرز الأردن کأهم الأسواق العربية المصدرة لحاصلات الخضر للدول العربية، رغم ضعف حجم مواردها الزراعية الطبيعية من أراضي ومياه، لتمتعها بميزة مکانية للتصدير البري ولاستخدامها لتقنيات فيزيقية متقدمة (زراعة محمية) ونظم ري موفرة للمياه، وتقنيات بيولوجية متقدمة (أصناف عالية الإنتاجية)، وتمتعها بتفضيلات إقليمية في تلقي مساعدات اقتصاديه من الدول الکبرى والتکتلات الاقتصادية العالمية والمنظمات المالية الدولية، وتترکز صادراتها في أسواق دول الخليج العربي والعراق.