الدور الاقتصادي المتميز للصين في استقطاب التقنية الحديثة وتطويرها

Document Type : Original Article

Authors

1 معهد الدراسات والبحوث الآسيوية – قسم النظم السياسية والاقتصادية – جامعة الزقازيق – مصر

2 قسم الاقتصاد الزراعى – کلية الزراعة – جامعة الزقازيق – مصر

Abstract

إن التجربة الصينية أثبتت أنه يمکن الاعتماد على الاستثمار الأجنبي في عملية نقل والاستفادة من التکنولوجيا الحديثة عکس ما يرى البعض بأن الاعتماد على الخارج في نقل التکنولوجيا ليس له أساس من الواقع، حيث تمکنت الصين کبلد مضيف للاستثمارات الأجنبية من تحقيق مکاسب حقيقية من أساليب إنتاجية حديثة وأساليب الإدارة المتقدمة وما ينتج عنهما من أثار تطور وانتشار للاستثمارات والتي يمتد آثارها إلى الاقتصاد القومي، وفي ظل القيود التي وضعتها الحکومة الصينية ضمن خطة واضحة للاستفادة من التکنولوجيا من خلال تحديد الصناعات ذات النمو المستقبلي، والعمل على بذل جهد لتطويره وبناء نظام للمعرفة، کل هذا يدعو إلى التأکيد على أنه إذا أرادت مصر أن تدعم وتقوي مکانتها التنافسية على مستوى العالم وأن تزاحم الدول الصناعية المتقدمة أن توجه استثماراتها وتکثفها نحو توليد العلم والمعرفة والمهارة لأنها تمثل مصادر هامة لوضع أي دولة في موقف الأفضلية، کل هذا دفع بعض الدول إلى القيام بوضع لوائح خاصة بالتکنولوجيا باعتبارها تمثل وقود التقدم والإزدهار، وتحتوى هذه اللوائح على الآتي: البرمجيات والتجهيزات، التکنولوجيا الحيوية، الاتصالات، الماکينات التي تدار أليا، صناعة الطائرات المدنية، الإلکترونيات الدقيقة، صناعة علم المواد الحديثة، کل عنصر من عناصر التکنولوجيا المذکورة سوف يکون بإمکانها أن تقود الأمم خلال القرن الحادي والعشرين عن طريق ثورات الکم والجزئ والکمبيوتر والتي تمثل محرکا ديناميکيا قويا للازدهار والتقدم ومفتاح للتقدم العلمي والتقني والمعرفي، وأن الرابح في الوقت الحالي هي الدول التي تعرف جيدا وتقدر الأهمية الکبيرة للعلم والمعرفة کثروة ووقود کما ينطبق على الصين وغيرها حاليا على عکس الدول التي تمتلک من الثروات التي لا حصر لها ولکن لا وجود لهم على خريطة السوق العالمي، إن التجربة الصينية جديرة بالدراسة الدقيقة والاهتمام من خلال مصر لوضع منظومة قوية، وضرورة الترکيز واستغلال العلاقات القديمة والقوية بين الدولتين (مصر والصين) حيث تعد الصين في الوقت الحالي شريک هام واستراتيجي قوي لمصر، حيث تمتلک مصر من المقومات والموارد الکثيرة والمتنوعة من (الغاز، البترول، المعادن، وغيرها ..... ) علاوة على المورد البشري الضخم الذي تمتلکه مصر، فالکثيرون يتوقعون بأهمية الدور الذي سوف تلعبه مصر ليس على صعيد المنطقة العربية أو الأفريقية فقط بل الأمر يمتد إلى دورها الهام على مستوى الاقتصاد العالمي وهذا يحتاج إلى عقلية مصرية لکل مواطن تحب العمل وتقدسه وتتصف بالانضباط ونکران الذات والعمل الجماعي والوطنية بالإضافة إلى الرؤية السياسية القوية، وتوجيه کل الجهود والطاقات وتفعيلها وإشراکها في مختلف الأجهزة والقطاعات داخل الدولة کل هذه العوامل سوف تمکن الدولة من تحقيق قفزة نوعية مثلما فعلت الصين في کافة المجالات وفي مدة زمنية قصيرة.

Keywords