إنتـــاج واســــــتهلاک الأســـــــــماک فــــي مصـــــــــر

بالرغم من مشروعات تنمية الثروة السمکية سواء الحکومية أو القطاع الخاص ما زال الاعتماد على الواردات السمکية يمثل جانبا کبيرا من الاستهلاک المحلى من الأسماک أى حوالى 20%، کما أن المتاح للاستهلاک من الإنتاج المحلى لا يمثل سوى حوالى 66% من الموصى به من قبل منظمة الأغذية، ولذا هدفت الدراسة الى دراسة هيکل الإنتاج المحلى من الأسماک وتطوره ومدى مساهمته فى الاستهلاک المحلى، وتقدير المرونات الدخلية والإنفاقية والنوعية للوقوف على موقع الأسماک فى سلم تفضيل المستهلک المصرى. واعتمدت الدراسة على بيانات ثانوية منشورة وغير منشورة عن الإنتاج المحلى والتجارة الخارجية والاستهلاک للفترة 2012-2016، وبيانات بحث الدخل والإنفاق والاستهلاک لعام 2015،       واستخدمت الدراسة أساليب الإحصاء الوصفى والکمى منها النسب المئوية والمتوسطات وتقدير معدل النمو، ومعادلات الانحدار، ومعادلات تقدير المرونات، وکانت أهم نتائج الدراسة أنه بالرغم من إنتاج أکثر من 84 صنفاً من الأسماک فإنه يوجد ثلاثة أصناف توصف بأنها شعبية وغالباً تستهلک طازجة يمثل إنتاجها حوالى 76% من إجمالى الإنتاج عام 2016 والمقدر بحوالى 1.7 مليون طن وهى البلطى61.44%، المبروک 12.72% والقراميط 2.14%، ومجموعة أسماک فاخرة يمثل إنتاجها حوالى 13.85% من الإنتاج الکلى وأهمها العائلة البورية والدنيس والقاروص، أما القشريات وأهمها الجمبرى يمثل إنتاجه 0.72% فقط من الإنتاج الکلى، کما تبين إنخفاض مساهمة المصادر الطبيعية فى الإنتاج السمکى المحلى حيث يمثل فى متوسط فترة الدراسة حوالى 23% فقط من الإنتاج الکلى مع إتجاه هذه المساهمة للإنخفاض بمعدل سنوى قدر بحوالى 6.3% بالرغم من بلوغ مساحة تلک المصادر 97.77% من إجمالى المساحة المائية للإنتاج السمکى. وبينت الدراسة أن الإستزراع السمکى يساهم بحوالى 77% کمتوسط للفترة من حجم الإنتاج الکلى، کما أن هذه المساهمة تزيد بمعدل سنوى قدر بحوالى 7.42%. تلک الزيادة راجعة إلى المزارع السمکية الأهلية التى ساهمت فى الإنتاج الکلى بحوالى 60%، أى أکثر من 49% من المتاح للاستهلاک المحلى، وعن استهلاک الأسماک فى مصر توصلت الدراسة إلى أنه بالرغم من زيادة عدد السکان فإن نسبة الإکتفاء الذاتى مستقرة حول 80%، وأن متوسط نصيب الفرد يزيد بمعدل سنوى قدر بحوالى 1.27%، مما يدل على زيادة الإنتاج المحلى بمعدلات کبيرة ونجاح خطط التنمية له، حيث تعود زيادة الاستهلاک بشکل رئيسى لزيادة الإنتاج المحلى وبشکل أساسى الإنتاج من الإستزراع السمکى خاصة المزارع السمکية الأهلية، وبالرغم من أن متوسط نصيب الفرد الحالى يوفر الحد الآمن الوقائى اليومى من البروتين الحيوانى، إلا أنه لا يمثل سوى 81.65% من الموصى به من قبل منظمة الأغذية والزراعة، وأظهرت الدراسة أن الأسماک الطازجة العادية والتى يمثل استهلاکها الشق الأکبر سلع شبه راقية، بينما الأسماک الفاخرة سلع راقية، أى أن استهلاک الأسماک يحتل مکانة عالية فى سلم تفضيل المستهلک، أى توقع زيادة الطلب عليها مع زيادة الدخل وهو ما يستلزم ضخ إستثمارات فى مجال تنمية الإنتاج السمکى لمجابهة زيادة الطلب سواء لزيادة الدخل أو زيادة السکان.